قبل أن نبدأ
أعتقد أنني يجب أن أشرح تقنية الواقع الافتراضي. فلقد استخدمنا جميعًا شكلاً من
أشكال هذه التقنية ، في فترة من الفترات.
يُعرَّف الواقع
الافتراضي ، وفقًا لقاموس أوكسفورد الإنجليزي ، بأنه "محاكاة تم إنشاؤها
بواسطة الكمبيوتر لصورة أو بيئة ثلاثية الأبعاد يمكن التفاعل معها بطريقة تبدو
حقيقية من قبل شخص يستخدم معدات إلكترونية خاصة ، مثل خوذة مزودة بشاشة من الداخل
أو قفازات مزودة بأجهزة استشعار".
تاريخ تقنية الواقع الإفتراضي
أول استخدام
لتقنية الواقع الافتراضي ، كان في عام 1962 من خلال "القلم الضوئي" ،
وهو جهاز قادر على الكتابة على جهاز الكمبيوتر دون الحاجة إلى حبر مادي. ولكن أول
تجربة حقيقية لهذه التقنية كانت في سبعينيات القرن الماضي عندما قامت الولايات
المتحدة ، باستخدام رسومات متطورة تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر ، ببناء أول جهاز
محاكاة طيران حقيقي. وبحلول الثمانينيات مع أفضل الأجهزة والبرامج ومنصات التحكم
في الحركة ، كان الطيارون قادرين على قيادة الطائرات عبر العوالم الافتراضية مما
سهل عملية تدريب الطيارين وساعد على اكسابهم الخبرة.
الواقع الافتراضي في الوقت الحاضر
إن أحد أهم
الاستخدامات الحديثة الرئيسية لتقنية الواقع الإفتراضي وأكثرها شهرة في الوقت
الحالي هي ألعاب الفيديو، فاللاعب يريد الانغماس في لعبته ويشعر جسديًا بأنه جزء
منها ، وقد أصبح هذا الأمر واقع تحديدا بعد عام 2012.
حيث تعد نظارة
الواقع الإفتراضي "oculus rift" أحد أكثر معدات الواقع الافتراضي
شيوعًا في السوق حاليا، حيث تتضمن شاشة عرض بدقة 1080 بكسل , وخاصية التمركز
بالأشعة تحت الحمراء ، كما أنها مدعومة من قبل بعض أشهر ألعاب الكمبيوتر الكبيرة و
بشكل أساسي من الألعاب من نوع Indy - وهي ألعاب فيديو مستقلة يتم إنشاؤها عادةً
بواسطة أفراد أو فرق تطوير صغيرة بدون دعم مادي وتقني من شركات الألعاب الكبيرة.
أيضا لدينا
نظارة الواقع الإفتراضي "Vive" من إنتاج شركة HTC والتي تعتبر المنافس
لنظارة الواقع الإفتراضي "oculus rift"، كما انها اكتسبت مؤخرا شعبية واسعة
في هذا المجال.
حتى الشركات
الكبرى المنتجة لألعاب الفيديو والأجهزة المشغلة لها كشركة "PlayStation" كان لها نصيب من
تقنية الواقع الإفتراضي. حيث أطلقت شركة PlayStation في أكتوبر عام 2016
نظارتها للواقع الإفتراضي "PlayStation VR" بحركة 360 درجة.
استخدامات تقنية الواقع الإفتراضي في المجال التعليمي
في الفترة
الاخيرة شاع استخدام تقنية الواقع الإفتراضي في التعليم والذي يعتبر من أهم
المجالات التي تستخدم فيها تقنية الواقع الافتراضي. وبالأخص تم استخدامها مع ذوي
الإعاقة ، حيث اتاحت لهم تلك التقنية الحصول على خبرة عملية وغامرة أثناء عملية
تعلمهم.
تقنية الواقع
الإفتراضي مقارنة بالجلوس مع كتاب مدرسي تعتبر أداة رائعة للتحصيل العلمي ، حتى
أنه تم إثبات أن استخدام تقنية الواقع الافتراضي والحلول التفاعلية ثلاثية الأبعاد
في التعليم يزيد من مستويات انتباه الطلاب بنسبة 92٪ وكما يزيد من درجاتهم في
الإختبار بنسبة 35٪.
تقدم بعض
الشركات ما يسمى بجهاز "idesks" ، وهو عبارة عن جهاز عرض ونظارات
ثلاثية الأبعاد تسمح للطالب بإشراك نفسه بالكامل في عملية تعلمه ، مع تمكن الجهاز
من الاستجابة لحركات الطالب في الوقت الفعلي وتتبع إيماءات وحركات رأس الطالب، وعليه
يستطيع الطالب إنشاء نماذج وتصميمات ثلاثية الأبعاد.
مثال على أحد
الاستخدامات الحالية لهذه التقنية في مجال التعلم هو أخذ الطلاب في رحلة حول العالم أثناء جلوسهم على كراسيهم في الفصل
الدراسي ورؤية المناظر الطبيعية والمواقع المختلفة. كل ذلك فقط بواسطة جهاز يعمل
بنظام الـ Android
وزوج رخيص الثمن من نظارات الواقع الافتراضي وتطبيق يتحكم فيه المعلم من خلال
جهازه التابلت.
استخدامات تقنية الواقع الإفتراضي في التدريب
من أهم
الإستخدامات الأخرى لتقنية الواقع الإفتراضي هو التدريب. حيث يسمح الواقع
الافتراضي بتكرار أي مشهد دون الشعور بالكثير من التوتر والخطر وقيود الوقت ، فهو
يسمح للمتدربين بالتركيز وتكرار تدريباتهم وتطوير مهاراتهم في المجالات المختلفة
دون المشاكل المحتملة المذكورة سابقًا.
من الطيارين
المقاتلين ومفككي القنابل إلى الأطباء
ورجال الإطفاء الكل يستطيع استخدام هذه التقنية للتدرب في مجالهم وتطوير مهاراتهم.
فمحاكيات الطيران تعد اليوم جزءًا حيويًا من تدريب الطيارين. حيث تسمح تقنية
الواقع الإفتراضي للطيار والمتدرب بشكل عام بالتدرب دون أي عواقب على خلاف ماهو
عليه الحال في الحياة الواقعية كما تمنح الفرصة لتكرار هذه المحاكاة ، وتطويرها.
للأسباب
والفوائد المذكورة في الإعلى قامت العديد من المنظمات والجامعات باستخدام تقنية
الواقع الإفتراضي ومن بين تلك الجامعات
جامعة سانت جورج بلندن التي أنشأت مركز محاكاة سريرية يحاكي مشاهد مثل حريق ملهى ليلي أو حادث على
جانب الطريق ، كل ذلك بهدف تدريب الموجة التالية من المسعفين.
استخدامات تقنية الواقع الإفتراضي في السياحة
بسبب الميزات
التي تتمتع بها تقنية الواقع الافتراضي ، تعمل وكالات السفر على انتاج كتالوجات
افتراضية كطريقة لجعل المسافر يعيش العطلة أو السفر، وعليه يحدد قراره ويختار
وجهته بسهولة من دون تردد وحيرة.
على سبيل المثال
، قامت TUI
، وهي مجموعة وكلاء سفر رائدة ، بطرح مفهومها الجديد لأكثر من 120 وكالة سفر
أوروبية بما في ذلك Thomas Cook ، مما يمنح العملاء ، من خلال استخدام
الأدوات التفاعلية مثل خرائط العالم وأجهزة iPad ، الإلهام والأفكارعند
التخطيط لرحلتهم القادمة.
الخاتمة
على الرغم من أن
الواقع الافتراضي يركز على ما يبدو على ألعاب الفيديو ، إلا أن هناك العديد من
الاستخدامات الرائدة والمهمة لهذه التقنية في مجالات أخرى. من الأفكار التفاعلية
إلى معايشة نسخ طبق الأصل من المشاهد التاريخية. سيسمح الواقع الافتراضي لعدد أكبر
من الطلاب بالمشاركة بشكل أكبر في دراستهم وتحقيق أقصى استفادة من التعليم ، وفي
القريب العاجل ، ستوظف كل مدرسة تقريبًا أفكارًا أو تقنيات مماثلة. فكل مدرسة
وجامعة وتلميذ ومتدرب محترف سيستخدمون تقنية الواقع الافتراضي في المستقبل بشكل
يومي للتدرب والمحاكاة وتطوير المهارات. هذه التقنية حقا تغير قواعد اللعبة ، فهي
طريقة للإنغماس في عالم مختلف ، وبيئة مختلفة وعمل محاكاة واقعية تمامًا لحدث
كارثي أوأي أحداث أخرى ، وكل ذلك دون الحاجة إلى السفر أو المخاطرة.